شلتنـآ أحلـى شلـة
جُمَل من أَخلاقِه صلّى اللَّه عليه وسلم WxL32142
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجيل الدخول إذا كنت عضو معنا أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الانضمام إلى أسرة المنتدى سنتشرف بتسجيلك شكرا جُمَل من أَخلاقِه صلّى اللَّه عليه وسلم SGT32142 إدارة المنتدى جُمَل من أَخلاقِه صلّى اللَّه عليه وسلم WxL32142
شلتنـآ أحلـى شلـة
جُمَل من أَخلاقِه صلّى اللَّه عليه وسلم WxL32142
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجيل الدخول إذا كنت عضو معنا أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الانضمام إلى أسرة المنتدى سنتشرف بتسجيلك شكرا جُمَل من أَخلاقِه صلّى اللَّه عليه وسلم SGT32142 إدارة المنتدى جُمَل من أَخلاقِه صلّى اللَّه عليه وسلم WxL32142
شلتنـآ أحلـى شلـة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شلتنـآ أحلـى شلـة


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

لقــد تم فتــح أقســآم جــديدة للمنتــدى لرغبـــة الاعضـــآء بوجـــودهـــآ  ..   :: دمـــوع الـــورد ::

أهــلا وسهـــلا بزوارنـــا الكــرام نتمنى لكــم قضــآء أجمـــل الأوقـــآت ونتمنــى ان نرى منكـــم كــل جديـــد ..

 


 

 جُمَل من أَخلاقِه صلّى اللَّه عليه وسلم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سنوات الضياع
.
.
سنوات الضياع


عدد المشاركات : 35
ذكر
الثور
العمر : 30
تاريخ التسجيل : 14/01/2010

جُمَل من أَخلاقِه صلّى اللَّه عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: جُمَل من أَخلاقِه صلّى اللَّه عليه وسلم   جُمَل من أَخلاقِه صلّى اللَّه عليه وسلم Icon_minitimeالجمعة يناير 15, 2010 8:35 am

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ سورة القلم آية 4

قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ ، يَعْنِي التَّأَدُّبَ بِآدَابِهِ ، وَالتَّخَلُّقَ بِمَحَاسِنِهِ ، وَالالْتِزَامَ لأَوَامِرِهِ وَزَوَاجِرِهِ ،

وَقَدْ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاقِ ".


وَقَالَ أَنَسٌ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا ، وَكَانَ عَلَيْهِ السَّلامُ أَرْجَحَ النَّاسِ حِلْمًا.

وَرُوِيَ أَنَّهُ لَمَّا كُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ ، وَشُجَّ وَجْهُهُ يَوْمَ أُحُدٍ ، شَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِهِ وَقَالُوا : لَوْ دَعَوْتَ عَلَيْهِمْ ، فَقَالَ : " إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا ، وَلَكِنِّي بُعِثْتُ دَاعِيًا وَرَحْمَةً ، اللَّهُمَّ اهْدِ قَوْمِي ، فَإِنَّهْمُ لا يَعْلَمُونَ " ، وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْظَمَ النَّاسِ عَفْوًا ، لا يَنْتَقِمُ لِنَفْسِهِ ، وَلَمَّا تَصَدَّى لَهُ غَوْرَثُ بْنُ الْحَارِثِ لِيَقْتُلَهُ ، وَالسَّيْفُ بِيَدِهِ ، وَقَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي ؟ قَالَ لَهُ : " اللَّه " ، فَسَقَطَ السَّيْفُ مِنْ يَدِهِ ، فَقَالَ لَهُ عَلَيْهِ السَّلامُ وَقَدْ أَخَذَ السَّيْفَ : " مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي ؟ " ، فَقَالَ : كُنْ خَيْرَ آخِذٍ ، فَتَرَكَهُ وَعَفَا عَنْهُ ، فَجَاءَ إِلَى قَوْمِهِ ، فَقَالَ : جِئْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ خَيْرِ النَّاسِ.


وَعَفَا عَلَيْهِ السَّلامُ عَنِ الْيَهِودِيَّةِ الَّتِي سَمَّتْهُ فِي الشَّاةِ بَعْدَ اعْتِرَافِهَا عَلَى الصَّحِيحِ ، وَلَمْ يُؤَاخِذْ لَبِيدَ بْنَ الأَعْصَمِ إِذْ سَحَرَهُ ، وَلا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ وَأَشْبَاهَهُ مِنَ الْمُنَافِقِينَ بِعَظِيمِ مَا نُقِلَ عَنْهُمْ قَوْلا وَفِعْلا ، وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْخَى النَّاسِ كَفًّا ، مَا سُئِلَ شَيْئًا فَقَالَ لا ، وَأَعْطَى صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ غَنَمًا مَلأَتْ وَادِيًا بَيْنَ جَبَلَيْنِ ، فَقَالَ : أَرَى مُحَمَّدًا يُعْطِي عَطَاءَ مَنْ لا يَخْشَى الْفَقْرَ ، وَرَدَّ عَلَى هَوَازِنَ سَبَايَاهُمْ ، وَكَانَتْ سِتَّةَ آلافٍ ، وَأَعْطَى الْعَبَّاسَ مِنَ الذَّهَبِ مَا لَمْ يُطِقْ حَمْلَهُ ، وَحُمِلَتْ إِلَيْهِ تِسْعُونَ أَلْفَ دِرْهَمٍ فَوُضِعَتْ عَلَى حَصِيرٍ ، ثُمَّ قَامَ إِلَيْهَا يُقَسِّمُهَا ، فَمَا رَدَّ سَائِلا حَتَّى فَرَغَ مِنْهَا.


وَذُكِرَ عَنْ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ ، قَالَ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقِنَاعٍ مِنْ رُطَبٍ يَعْنِي طَبَقًا ، وَاجر زغب ، يُرِيدُ قِثَّاءً ، فَأَعْطَانِي مِلْءَ كَفِّهِ حُلَيًّا وَذَهَبًا.


وَرُوِّينَا عَنِ الشَّافِعِيِّ ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ ، بِالرَّقَّةِ ، ثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ ، ثَنَا أَبُو عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِّيُّ ، ثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : قَالَ لِي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِذَا طَبَخْتَ فَأَكْثِرِ الْمَرَقَ ، وَاقْسِمْ فِي أَهْلِكَ وَجِيرَانِكَ ".


رَوَاهُ مُسْلِمٌ ، عَنْ أَبِي كَامِلٍ وَإِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ بِهِ.


وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشْجَعَ النَّاسِ ، سُئِلَ الْبَرَاءُ : أَفَرَرْتُمْ يَوْمَ حُنَيْنٍ ، قَالَ : لَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَفِرَّ.

وَفِيهِ : فَمَا رُئِيَ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْهُ.

وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : مَا رَأَيْتُ أَشْجَعَ ، وَلا أَنْجَدَ ، وَلا أَجْوَدَ ، وَلا أَرْضَى مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.


وَعَنْ أَنَسٍ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ ، وَأَجْوَدَ النَّاسِ ، وَأَشْجَعَ النَّاسِ ، لَقَدْ فُزِّعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ لَيْلَةً ، فَانْطَلَقَ نَاسٌ قِبَلَ الصَّوْتِ ، فَتَلَقَّاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَاجِعًا قَدْ سَبَقَهُمْ إِلَى الصَّوْتِ ، وَاسْتَبْرَأَ الْخَبَرَ عَلَى فَرَسٍ لأَبِي طَلْحَةَ عرى ، وَالسَّيْفُ فِي عُنُقِهِ ، وَهُوَ يَقُولُ : لَنْ تُرَاعُوا.


وَقَالَ عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ : مَا لَقِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتِيبَةً إِلَّا كَانَ أَوَّلَ مَنْ يَضْرِبُ.


وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ : كُنَّا إِذَا حَمِيَ أَوِ اشْتَدَّ الْيَأْسُ ، وَاحْمَرَّتِ الْحُدُقُ ، اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَمَا يَكُونُ أَحَدٌ أَقْرَبُ إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي يَوْمَ بَدْرٍ وَنَحْنُ نَلُوذُ بِرَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ أَقْرَبُنَا إِلَى الْعَدُوِّ ، وَكَانَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ بَأْسًا ، وَقِيلَ : كَانَ الشُّجَاعُ هُوَ الَّذِي يَقْرُبُ مِنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقُرْبِهِ مِنَ الْعَدُوِّ ، وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَدَّ النَّاسِ حَيَاءً ، وَأَكْثَرَهُمْ عَنِ الْعَوَرَاتِ إِغْضَاءً ، قَالَ اللَّه تَعَالَى : إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ سورة الأحزاب آية 53 .


وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا ، وَكَانَ إِذَا كَرِهَ شَيْئًا عَرَفْنَاهُ فِي وَجْهِهِ ، الْحَدِيثَ.

وَعَنْ عَائِشَةَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِذَا بَلَغَهُ عَنْ أَحَدٍ مَا يَكْرَهُهُ ، لَمْ يَقُلْ : مَا بَالُ فُلانٍ ، يَقُولُ كَذَا ، وَلَكِنْ يَقُولُ : " مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَصْنَعُونَ أَوْ يَقُولُونَ كَذَا.

يَنْهَى عَنْهُ وَلا يُسَمِّي فَاعِلَهُ.


وَعَنْ أَنَسٍ فِي حَدِيثٍ ، أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلامُ كَانَ لا يُوَاجِهُ أَحَدًا بِمَا يَكْرَهُ.


وَعَنْ عَائِشَةَ : لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاحِشًا ، وَلا مُتَفَحِّشًا ، وَلا سَخَّابًا بِالأَسْوَاقِ وَلا يُجْزِي بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ ، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ.


وَعَنْهَا : مَا رَأَيْتُ فَرْجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطُّ.

وَرُوِيَ عَنْهُ ، أَنَّهُ كَانَ مِنْ حَيَائِهِ لا يَثْبُتُ بَصَرُهُ فِي وَجْهِ أَحَدٍ ، وَأَنَّهُ كَانَ يُكَنِّي عَنْ مَا اضْطَرَّهُ الْكَلامُ إِلَيْهِ مِمَّا يَكْرَهُ ، وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْسَعَ النَّاسِ صَدْرًا ، وَأَصْدَقَ النَّاسِ لَهْجَةً ، وَأَلْيَنَهُمْ عَرِيكَةً ، وَأَكْرَمَهُمْ عِشْرَةً ، ، هَذَا مِنْ كَلامِ عَلِيٍّ فِي صِفَتِهِ.


وَعَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ : زَارَنَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا أَرَادَ الانْصِرَافَ ، قَرَّبَ لَهُ سَعْدٌ حِمَارًا وَطَأَ عَلَيْهِ بِقَطِيفَةٍ ، فَرَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ قَالَ سَعْدٌ : يَا قَيْسُ اصْحَبْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ قَيْسٌ : فَقَالَ لِي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " ارْكَبْ " ، فَأَبَيْتُ ، فَقَالَ : " إِمَّا أَنْ تَرْكَبَ ، وَإِمَّا أَنْ تَنْصَرِفَ ، فَانْصَرَفْتُ " ، وَفِي رِوَايَةٍ : " ارْكَبْ أَمَامِي ، فَصَاحِبُ الدَّابَّةِ أَحَقُّ بِمُقَدَّمِهَا ".


وَعَنْ عَائِشَةَ فِي حَدِيثٍ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهُ مَا دَعَاهُ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ وَلا أَهْلِ بَيْتِهِ إِلَّا قَالَ : " لَبَّيْكَ ".


وَقَالَ جَرِيرٌ : مَا حَجَبَنِي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْذُ أَسْلَمْتُ ، وَلا رَآنِي إِلَّا تَبَسَّمَ ، وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُمَازِحُ أَصْحَابَهُ ، وَيُخَالِطُهُمْ ، وَيُحَادِثُهُمْ ، وَيُدَاعِبُ صِبْيَانَهُمْ ، وَيُجْلِسُهُمْ فِي حِجْرِهِ ، وَيُجِيبُ دَعْوَةَ الْحُرِّ ، وَالْعَبْدِ ، وَالأَمَةِ ، وَالْمِسْكِينِ ، وَيَعُودُ الْمَرْضَى فِي أَقْصَى الْمَدِينَةِ ، وَيَقْبَلُ عُذْرَ الْمُعْتَذِرِ.


قَالَ أَنَسٌ : مَا الْتَقَمَ أَحَدٌ أُذُنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُنَحِّي رَأْسَهُ حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي يُنَحِّي رَأْسَهُ ، وَمَا أَخَذَهُ بِيَدِهِ فَيُرْسِلُ يَدَهُ حَتَّى يُرْسِلَهَا الآخِذُ.


وَلَمْ يُرَ مُقَدِّمًا رُكْبَتَيْهِ بَيْنَ يَدَيْ جَلِيسٍ لَهُ ، وَكَانَ يَبْدَأُ مَنْ لَقِيَهُ بِالسَّلامِ ، وَيَبْدَأُ أَصْحَابَهُ بِالْمُصَافَحَةِ ، لَمْ يُرَ قَطُّ مَادًّا رِجْلَيْهِ بَيْنَ أَصْحَابِهِ حَتَّى يَضِيقَ بِهِمَا عَلَى أَحَدٍ ، يُكْرِمُ مَنْ يَدْخُلُ عَلَيْهِ ، وَرُبَّمَا بَسَطَ لَهُ ثَوْبَهُ ، وَيُؤْثِرُهُ بِالْوِسَادَةِ الَّتِي تَحْتَهُ ، وَيَعْزِمُ عَلَيْهِ فِي الْجُلُوسِ عَلَيْهَا إِنْ أَبَى ، وَيُكَنِّي أَصْحَابَهُ ، وَيَدْعُوهُمْ بِأَحَبِّ أَسَمْائِهِمْ تَكْرِمَةً لَهُمْ ، وَلا يَقْطَعُ عَلَى أَحَدٍ حَدِيثَهُ ، وَرُوِيَ أَنَّهُ كَانَ لا يَجْلِسُ إِلَيْهِ أَحَدٌ وَهُوَ يُصَلِّي إِلَّا خَفَّفَ صَلاتَهُ ، وَسَأَلَهُ عَنْ حَاجَتِهِ ، فَإِذَا فَرَغَ عَادَ إِلَى صَلاتِهِ ، وَكَانَ أَكْثَرَ النَّاسِ تَبَسُّمًا ، وَأَطْيَبَهُمْ نَفْسًا ، مَا لَمْ يُنَزَّلْ عَلَيْهِ قُرْآنٌ ، أَوْ يَعِظْ ، أَوْ يَخْطُبْ ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ : مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَكْثَرَ تَبَسُّمًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.


وَأَمَّا شَفَقَتُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى خَلْقِ اللَّهِ ، وَرَأْفَتُهُ بِهِمْ وَرَحْمَتُهُ لَهُمْ ، فَقَدْ قَالَ اللَّه تَعَالَى فِيهِ : عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ سورة التوبة آية
128 وَقَالَ : وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ سورة الأنبياء آية 107 قَالَ بَعْضُهُمْ : مِنْ فَضْلِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ أَنَّ اللَّهَ أَعْطَاهُ اسْمَيْنِ مِنْ أَسْمَائِهِ فَقَالَ : بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ سورة التوبة آية 128 وَمِنْ ذَلِكَ تَخْفِيفُهُ وَتَسْهِيلُهُ عَلَيْهِمْ ، وَكَرَاهَتُهُ أَشْيَاءَ مَخَافَةَ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْهِمْ ، كَقَوْلِهِ : " لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ وُضُوءٍ ، وَخَبَرُ صَلاةِ اللَّيْلِ ، وَنَهْيُهُمْ عَنِ الْوِصَالِ ، وَكَرَاهِيَةُ دُخُولِ الْكَعْبَةِ لَيْلا يُعَنِّتُ أُمَّتَهُ ، وَرَغْبَتُهُ لِرَبِّهِ أَنْ يَجْعَلَ سَبَّهُ وَلَعْنَهُ لَهُمْ رَحْمَةً ، وَأَنَّهُ كَانَ يَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ ، فَيَتَجَوَّزُ فِي صَلاتِهِ ، وَلَمَّا كَذَّبَهُ قَوْمُهُ ، أَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ فَقَالَ : إِنَّ اللَّه تَعَالَى قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ ، وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ ، وَقَدْ أَمَرَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ ، فَنَادَاهُ مَلَكُ الْجِبَالِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، وَقَالَ : مُرْنِي بِمَا شِئْتَ ، إِنْ شِئْتِ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمُ الأَخْشَبَيْنِ ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ ، وَلا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ".


وَرَوَى ابْنُ الْمُنْكَدِرِ ، أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ ، قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ أَمَرَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْجِبَالَ أَنْ تُطِيعَكَ ، فَقَالَ : " أُؤَخِّرُ عَنْ أُمَّتِي ، لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ، قَالَتْ عَائِشَةُ : مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلَّا اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا ، وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ : كَانَ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ مَخَافَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا.


وَرَوَى أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلامُ ، قَالَ : " لا يُبَلِّغْنِي أَحَدٌ مِنْكُمْ عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِي شَيْئًا ، فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَخْرُجَ إِلَيْكُمْ وَأَنَا سَلِيمَ الصَّدْرِ " ، وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْصَلَ النَّاسِ لِرَحِمٍ ، وَأَقْوَمَهُمْ بِالْوَفَاءِ وَحُسْنِ الْعَهْدِ.


وَرُوِّينَا مِنْ طَرِيقِ أَبِي دَاوُدَ ، ثَنَا مُحَمَّد بْن سِنَانٍ ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ ، عَنْ بُدَيْلٍ ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْحَمْسَاءِ ، قَالَ : " بَايَعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَيْعٍ قَبْلَ أَنْ يُبْعَثَ ، وَبَقِيتْ لَهُ بَقِيَّةٌ ، فَوَعَدْتُهُ أَنْ آتِيَهُ بِهَا فِي مَكَانِهِ ، ثُمَّ نَسِيتُ ، ثُمَّ ذَكَرْتُ بَعْدَ ثَلاثٍ ، فَجِئْتُهُ فَإِذَا هُوَ فِي مَكَانِهِ ، فَقَال : " يَا فَتَى ، لَقَدْ شَقَقْتَ عَلَيَّ ، أَنَا هَاهُنَا مُنْذُ ثَلاثٍ أَنْتَظِرُكَ ".


وَعَنْ أَنَسٍ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أُتِيَ بِهَدِيَّةٍ ، قَالَ : " اذْهَبُوا بِهَا إِلَى بَيْتِ فُلانَةٍ ، فَإِنَّهَا كَانَتْ صَدِيقَةً لِخَدِيجَةَ ، إِنَّهَا كَانَتْ تُحِبُّ خَدِيجَةَ ، وَدَخَلَتْ عَلَيْهِ امْرَأَةٌ فَهَشَّ لَهَا ، وَأَحْسَنَ السُّؤَالَ عَنْهَا ، فَلَمَّا خَرَجَتْ ، قَالَ : " إِنَّهَا كَانَتْ تَأْتِينَا أَيَّامَ خَدِيجَةَ ، وَإِنَّ حُسْنَ الْعَهْدِ مِنَ الإِيمَانِ " ، وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلامُ : إِنَّ آلَ أَبِي فُلانٍ لَيْسُوا لِي بِأَوْلِيَاءٍ ، غَيْرَ أَنَّ لِي رَحِمًا سَأُبُلُّهَا بِبَلالِهَا " ، وَعَنْ أَبِي قَتَادَةَ : وَفَدَ وَفْدٌ لِلنَّجَاشِيِّ ، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْدِمُهُمْ ، فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ : نَكْفِيكَ ، فَقَالَ : " إِنَّهْمُ كَانُوا لأَصْحَابِنَا مُكْرِمِينَ ، وَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أُكَافِئَهُمْ ".


وَلَمَّا جِيءَ بِأُخْتِهِ مِنَ الرَّضَاعَةِ الشَّيْمَاءِ فِي سَبْيِ هَوَازِنَ ، بَسَطَ لَهَا رِدَاءَهُ ، وَخَيَّرَهَا بَيْنَ الْمُقَامِ عِنْدَهُ وَالتَّوَجُّهِ إِلَى أَهْلِهَا ، فَاخْتَارَتْ قَوْمَهَا فَمَتَّعَهَا.


وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَدَّ النَّاسِ تَوَاضُعًا عَلَى عُلُوِّ مَنْصِبِهِ ، فَمِنْ ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ خَيَّرَهُ بَيْنَ أَنْ يَكُونَ نَبِيًّا مَلكًا ، أَوْ نَبِيًّا عَبْدًا ، فَاخْتَارَ أَنْ يَكُونُ نَبِيًّا عَبْدًا ، فَقَالَ لَهُ إِسْرَافِيلُ عِنْدَ ذَلِكَ : فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَعْطَاكَ بِمَا تَوَاضَعْتَ ، إِنَّكَ سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَأَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ ، وَخَرَجَ عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَصْحَابِهِ ، فَقَامُوا لَهُ ، فَقَالَ : " لا تَقُومُوا كَمَا تَقُومُ الأَعَاجِمُ ، يُعَظِّمُ بَعْضُهَا بَعْضًا " ، وَقَالَ : " إِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ ، آكُلُ كَمَا يَأْكُلُ الْعَبْدُ ، وَأَجْلِسُ كَمَا يَجْلِسُ الْعَبْدُ " ، وَكَانَ يَرْكَبُ الْحِمَارَ ، وَيُرْدِفُ خَلْفَهُ ، وَيَعُودُ الْمَسَاكِينَ ، وَيُجَالِسُ الْفُقَرَاءَ ، وَيُجِيبُ دَعْوَةَ الْعَبْدِ ، وَيَجْلِسُ بَيْنَ أَصْحَابِهِ مُخْتَلِطًا بِهِمْ ، حَيْثُ مَا انْتَهَى بِهِ الْمَجْلِسُ جَلَسَ ، وَقَالَ لامْرَأَةٍ أَتَتْهُ فِي حَاجَةٍ : " اجْلِسِي يَا أُمَّ فُلانٍ فِي أَيِّ طُرُقِ الْمَدِينَةِ شِئْتِ ، أَجْلِسُ إِلَيْكَ حَتَّى أَقْضِيَ حَاجَتَكِ " ، فَجَلَسَتْ وَجَلَسَ ، وَكَانَ يُدْعَى إِلَى خُبْزِ الشَّعِيرِ ، وَالإِهَالَةِ السَّنِخَةِ ، فَيُجِيبُ ، وَحَجَّ عَلَى رَحْلٍ رَثٍّ عَلَيْهِ قَطِيفَةٌ مَا تُسَاوِي أَرْبَعَةَ دَرَاهِمَ ، وَأَهْدَى فِي حَجِّهِ ذَلِكَ مِائَةَ بَدَنَةٍ ، وَكَانَ يَبْدَأُ مَنْ لَقِيَهُ بِالسَّلامِ.


وَرُوِّينَا عَنْ أَبِي بَكْرٍ الشَّافِعِيِّ ، ثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ مَاهَانَ ، ثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْنِ بَكْرٍ ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءٍ ، عَنْ سَعِيدٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسٍ ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى صِبْيَانٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ ".


وَكَانَ فِي بَيْتِهِ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ ، يَفْلِي ثَوْبَهُ ، وَيَحْلِبُ شَاتَهُ ، وَيَخْصِفُ نَعْلَهُ ، وَيَخْدِمُ نَفْسَهُ ، وَيَعْلِفُ نَاضِحَهُ ، وَيَقُمُّ الْبَيْتَ ، وَيَعْقِلُ الْبَعِيرَ ، وَيَأْكُلُ مَعَ الْخَادِمِ ، وَيَعْجِنُ مَعَهَا ، وَيَحْمِلُ بِضَاعَتَهُ مِنَ السُّوقِ.


وَعَنْ أَنَسٍ : إِنْ كَانَتِ الأَمَةُ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَتَأْخُذُ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَتَنْطَلِقُ بِهِ حَيْثُ شَاءَتْ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهَا ، وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَمَّى الأَمِينَ قَبْلَ النُّبُوَّةِ لِمَا عَرَفُوا مِنْ أَمَانَتِهِ وَعَدْلِهِ ، وَعَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ ، كَانَ يُتَحَاكَمُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قَبْلَ الإِسْلامِ ، وَقَالَ النَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ لِقُرَيْشٍ : قَدْ كَانَ مُحَمَّدٌ فِيكُمْ غُلامًا حَدَثًا ، أَرْضَاكُمْ فِيكُمْ ، وَأَصْدَقَكُمْ حَدِيثًا ، وَأَعْظَمَكُمْ أَمَانَةً ، حَتَّى إِذَا رَأَيْتُمْ فِي صُدْغَيْهِ الشَّيْبَ ، وَجَاءَكُمْ بِمَا جَاءَكُمْ بِهِ ، قُلْتُمْ : سَاحِرٌ ، لا وَاللَّهِ مَا هُوَ بِسَاحِرٍ.


وَفِي الْحَدِيثِ عَنْهُ : مَا لَمَسَتْ يَدُهُ يَدَ امْرَأَةٍ قَطُّ لا يَمْلِكُ رِقَّهَا ، وَقَالَ : " وَيْحَكَ فَمَنْ يَعْدِلُ إِنْ لَمْ أَعْدِلْ ؟ ".


وَعَنِ الْحَسَنِ : مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْخُذُ أَحَدًا بِقَرَفِ أَحَدٍ ، وَلا يُصَدِّقُ أَحَدًا عَلَى أَحَدٍ ، وَكَانَ أَوْقَرَ النَّاسِ فِي مَجْلِسِهِ ، لا يَكَادُ يُخْرِجُ شَيْئًا مِنْ أَطْرَافِهِ ، وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ الطِّيبَ وَالرَّائِحَةَ الْحَسَنَةَ ، وَيَسْتَعْمِلُهَا كَثِيرًا ، وَيَحُضُّ عَلَيْهَا ، وَمِنْ مُرُوءَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهْيُهُ عَنِ النَّفْخِ فِي الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ ، وَالأَمْرُ بِالأَكْلِ مِمَّا يَلِي ، وَالأَمْرُ بِالسِّوَاكِ ، وَإِنْقَاءُ الْبَرَاجِمِ وَالرَّوَاجِبِ ، وَاسْتِعْمَالُ خِصَالِ الْفِطْرَةِ.


وَأَمَّا زُهْدُهُ فِي الدُّنْيَا وَعِبَادَتُهُ وَخَوْفُهُ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، فَقَدْ تُوُفِّيَ وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ يَهُودِيٍّ فِي نَفَقَةِ عِيَالِهِ ، وَكَانَ يَدْعُو : " اللَّهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آلِ مُحَمَّدٍ قُوتًا.


وَعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : مَا شَبِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاثَةَ أَيَّامِ تِبَاعًا مِنْ خُبْزِ بُرٍّ حَتَّى مَضَى لِسَبِيلِهِ ، وَفِي رِوَايَةٍ مِنْ خُبْزِ شَعِيرٍ يَوْمَيْنِ مُتَوَالِيَيْنِ ، وَقَالَتْ عَائِشَةُ : مَا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دِينَارًا ، وَلا دِرْهَمًا ، وَلا شَاةً ، وَلا بَعِيرًا ، قَالَتْ : وَلَقَدْ مَاتَ وَمَا فِي بَيْتِي شَيْءٌ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ إِلَّا شَطْرَ شَعِيرٍ فِي رَفٍّ لِي ، وَقَالَ لِي : إِنِّي عُرِضَ عَلَيَّ أَنْ يُجْعَلَ لِي بَطْحَاءُ مَكَّةَ ذَهَبًا ، فَقُلْتُ : " لا يَا رَبِّ بَلْ أَجُوعُ يَوْمًا ، وَأَشْبَعُ يَوْمًا ، فَأَمَّا الْيَوْمُ الَّذِي أَجُوعُ فِيهِ ، فَأَتَضَرَّعُ إِلَيْكَ وَأَدْعُوكَ ، وَأَمَّا الْيَوْمُ الَّذِي أَشْبَعُ فِيهِ ، فَأَحْمَدُكَ وَأُثْنِي عَلَيْكَ " ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبِيتُ هُوَ وَأَهْلُهُ اللَّيَالِيَ الْمُتَتَابِعَةَ طَاوِيًا لا يَجِدُونَ عَشَاءً ، وَكَانَ يَقُولُ : " لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلا ، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا " ، وَفِي حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ : صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى انْتَفَخَتْ قَدَمَاهُ ، وَقَالَتْ عَائِشَةُ : كَانَ عَمَلُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دِيمَةً ، وَأَيُّكُمْ يُطِيقُ مَا كَانَ يُطِيقُ ، وَقَالَتْ : كَانَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لا يُفْطِرُ ، وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لا يَصُومُ.


وَقَالَ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ : كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً فَاسْتَاكَ ، ثُمَّ تَوَضَّأَ ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي ، فَقُمْتُ مَعَهُ ، فَبَدَأَ فَاسْتَفْتَحَ الْبَقَرَةَ ، فَلا يَمُرُّ بِآيَةٍ رَحْمَةٍ إِلَّا وَقَفَ فَسَأَلَ ، وَلا بِآيَةِ عَذَابٍ إِلَّا وَقَفَ فَتَعَوَّذَ ، ثُمَّ رَكَعَ ، فَمَكَثَ بِقَدْرِ قِيَامِهِ يَقُولُ : سُبْحَانَ ذِي الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ وَالْعَظَمَةِ ، ثُمَّ سَجَدَ وَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ قَرَأَ آلَ عِمْرَانَ ، ثُمَّ سُورَةً سُورَةً يَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ ، وَعَنْ عَائِشَةَ : قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِآيَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ لَيْلَةً ، وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللَّه فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ ".

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
جُمَل من أَخلاقِه صلّى اللَّه عليه وسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شلتنـآ أحلـى شلـة :: الاستراحة الاسلامية :: منتدى الرسول الكريم-
انتقل الى: